الرئيسية الإعلان بين التوفير والتبذير قل للمليحة |
قل للمليحة
قل للمليحة
يحكى أن تاجر قدم إلى المدينة يحمل من العراق خماراً ( مايغطي به الوجه) فباع الجميع إلا الخمار السود فشكى إلى صديقه الشاعر مسكين الدرامي وهو شاعر من القرن الثاني الهجري اشتهر بشعره في الغزل والهجاء وقيل أن اسمه ربيعة بن عامر وقد كان الدرامي قد انقطع للعبادة زاهداً في الدنيا فصاغ الدرامي له ثلاثة أبيات:
قل للمليحة في الخمار الأسود ــ ماذا فعلت بزاهد متعبد
قد كان شمر للصلاة ثيابه ــ حتى خطرت له بباب المسجد
ردي عليه صلاته وصيامه ــ لا تقتليه بحق دين محمد.
وقال لصديقه التاجر ابحث لمن يغنيها لك في المدينة، فذاع خبر في المدينة أن الشاعر قد رجع عن زهده وعشق صاحبة الخمار الأسود فلم تبق في المدينة مليحة ولاغير مليحة إلا اشترت لها خمار اسود فباع التاجر جميع مالديه من خمار سوداء وعاد الشاعر إلى عبادته
بهذه الحكاية دلائل هامة على أهمية الإعلان عبر التاريخ متى اكتشفنا الوسيلة المناسبة التي تتناسب والذائقة العامة للمجتمع وشاهدنا ( من القرن الثاني الهجري) حيث كانت الوسيلة أبيات من الشعر وكم كان لها المكانة الطاغية على المجتمع، فالشعر لسان العرب وللشعراء الصدارة الاجتماعية وزاد عليها الطرب والمطربين في الترويج لسلعة كاسدة، لكن المهم لنا أن السلعة المروج لها وهي بيت القصيد لم تكن تقل قيمة موضوعية عن المرغوب بها وقصدي مهما كان المعلن حاذق ويمتلك مفاتيح الإعلان وأساليبه المتطورة فان جودة المنتج عامل أساسي في عملية استمرار الإنتاج والتطور وبالتالي الربح الوفير.
إن مفهوم الجودة قيمة أخلاقية علينا جميعا التمسك بها منتجين وإعلاميين ومعلنين.
وأخيراً لابد من التوجه بالدعاء والشكر للمطرب الكبير صباح فخري الذي غنى هذه الأبيات واطربنا لكننا طبعاً لم نشتري خمارا اسود بل كانت المخيلة تشطح باتجاه من لبست ذلك الخمار يومها وقد أبعدت الشاعر عن الصلاة والصيام.
ميلاز مقداد
عدد المشاهدات: 14866 |
الإعلان بين التوفير والتبذير
صيحات الموضة لشتاء 2018
الإعلان و الشعر
السينما السورية...أما آن أوان التحليق؟؟؟!!!
التعليقات: