الرئيسية   التكنولوجيا و المسؤولية

التكنولوجيا و المسؤولية

التكنولوجيا و المسؤولية

 

هنالك جانب مختلف للعلاقة بين التكنولوجيا الحاسوبية و المسؤولية، حيث تقوم الحواسيب عادة بتنفيذ ما اعتاد الأفراد القيام به، و كلما ازداد تعقيد العمل كان تدخل الحاسوب بسوية أعلى، لكن بمستوى مخاطرة أكبر للمسؤولية، و عندما يشير الحاسوب باتخاذ قرار ما علينا أن نتساءل من المسؤول عن  هذا القرار.

 

هناك أمثلة عن قرارات فادحة الأخطاء جرى اتخاذها من خلال الحاسوب، تمس مجالات بالغة الحساسية، كأحوال الطقس و تنبؤاتها، أو القيادة الآلية للطائرات و السفن، فهل المسؤول عن نتائج هذه القرارات هو الحاسوب أم المستخدم..؟؟

يقودنا السؤال للتحليل في عمل الحاسوب من حيث المبدأ، فلا يترتب عليه مسؤولية أخلاقية، لأنه غير معني بالإدراك و المشاعر و الذكاء بالمعنى الإنساني، إلا أن المسؤولية بالنسبة للحاسب يمكن أن تكون إدارة للوصول إلى غايات اجتماعية.

وإذا قبلنا أن المسؤولية تقع على الحاسوب، فسيقودنا الأمر إلى مسؤوليات يتحملها المبرمجون و المنتجون و المستخدمون، لذا لا بد من تحميل الجزء الأهم من المسؤولية للعامل الإنساني، لقيامه بتحضير المنظومة التي اتخذت المسؤولية تماماً، كمسؤولية الأولياء و المعلمين في تربية الجيل الجديد، الذي سيتخذ قراراته حين الوصول إلى مرحلة الإدراك.

هناك أيضاً..مشكلة العلاقة الصعبة التي تقوم أحياناً بين الأفراد و الحواسيب، في الوقت الذي تسمح فيه تكنولوجيا المعلومات بزيادة التوسع و التطور، حيث يفتقد ذلك التطور إلى مركبات أساسية لتحديد المسؤولية، إضافة إلى ذلك هناك مظاهر للمسؤولية يفرضها استخدام التكنولوجيا، و علينا أن نميز بين المسؤولية و التكنولوجيا، إذ يمكن أن تكون الإدارة مسؤولة عن التكنولوجيا، فهذا طبقاً لما يمكن أن يضاف جديداً من الناحية الوصفية، خاصة بالنسبة للمدراء، و ذلك يعني أن المدير عليه التأكد من أن المنظومة أو الشبكة تعمل بوجه صحيح.

 

هذا..و تكمن بعض مظاهر المسؤولية في التعريف كصلاحيات الولوج، و غالباً تكون غير واضحة لأسباب عديدة، منها ضبابية مفهوم المسؤولية، حيث تتسم المسؤولية بالانفتاح و الاقتراب من الإجراءات التنفيذية و التركيز على  النتائج.

 

يتقارب هذا المفهوم مع الإدارة، و لكنه في نفس الوقت متوافق مع التكنولوجيا، ومن جهة أخرى تسهل التكنولوجيا القيام بمسؤوليات يؤدي استخدامها إلى فرض صعوبات إضافية تزيد درجة تعقيد المسؤولية.

 

حسام توتونجي   

 



عدد المشاهدات: 6083



إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي موقع المؤسسة العربية للإعلان الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها



التعليقات:

إرسال تعليق:
الاسم الكامل:
البريد الإلكتروني:
البلد:
تعليقك:
يرجى ادخال رمز التحقق (حالة الاحرف غير مهمة فيما اذا كانت احرف صغيرة أو كبيرة) وبعد الانتهاء انقر خارج مربع ادخال الكود للتاكد من صحته :
 [تحديث]






للأعلى